طيار المستقبل
الكابتن فهد انطلق في رحلة مفعمة بالعطاء عبر برنامج التآخي، ليقدم خدمة جليلة للمجتمع ويمد يد العون لهذه الفئة من الأيتام. وبصفته طيارًا في الخطوط السعودية، اختار ابنًا من الأيتام يحمل طموحًا جليلًا في أن يصبح طيارًا مستقبلاً. خلال اللقاءات المتكررة بين الأخوين، كانت معظم الأحاديث تدور حول عالم الطيران، حيث أبدى الكابتن فهد استعداده السخي لمساعدته في دراسة الطيران. وبفضل الله، تم توفير بعثة دراسية داخلية في معهد أكسفورد للطيران، مدفوعة بالكامل من جمعية الطيارين، بدعم من الكابتن فهد. والآن، الابن سلطان يدرس في هذا المعهد، ويجد الدعم والتوجيه من أخيه الأكبر، مما ترك أثرًا بليغًا على شخصيته، وجعله نموذجًا ملهمًا لإخوانه.
إلهام ..أصبحت مختلفة
تقدمت السيدة مريم إلى البرنامج بدافع نبيل، يسعى لمساعدة البنات الأيتام. وقد تم ترشيح الأخت إلهام، التي تعيش في ظروف صعبة بعد انتقالها مع المؤسسة الإيوائية من منطقة القصيم إلى مدينة جدة. كانت هذه النقلة تمثل صدمة نفسية لها، إذ واجهت تحديات في الاندماج والتكيف مع المجتمع الجديد، نتيجة لبعض الاختلافات، إضافة إلى عجزها عن تكوين علاقات اجتماعية فعّالة، مما أثر على قدرتها في العثور على وظيفة مناسبة رغم امتلاكها لمهارات عديدة مثل الطبخ والمبيعات.
وبعد الجلسة الأولى مع السيدة مريم، التي تفهمت حالتها ووعدت بتقديم كل الدعم لمساعدتها في الانخراط بالمجتمع والتكيف مع ظروفها الجديدة، بدأت العلاقة بينهما تتطور. وخلال اللقاءات المستمرة، شهدنا تغييرًا جذريًا في نمط حياة إلهام، بما في ذلك أسلوب اللباس وطريقة الحوار. بدأت تزور السيدة مريم في مقر عملها، وتبادلا الهدايا كرمز للصداقة المتنامية.
وبما أن السيدة مريم تدير أشهر الماركات العالمية في العطور والألبسة بالمملكة، فقد وعدت بأن تمنح إلهام فرصة للعمل معها بعد تدريبها وتعليمها المهارات اللازمة.
ومن خلال متابعتنا لهذه العلاقة، ومع التواصل المستمر بين الأختين، لمسنا تغييرًا واضحًا وسعادة غامرة لدى إلهام، وكيف أثرت السيدة مريم فيها، مما ساعدها على الخروج من العزلة التي كانت تعيش فيها سابقًا، حيث بدأت الظروف النفسية التي مرت بها تتلاشى شيئًا فشيئًا.